الفرق الكبيرة والحارس الكبير

كتب احمد حسن العجلاحمد العجل
قد نتفق جميعا برغم اختلاف وجهات النظر والرؤى الفنية فى كرة القدم ان الفريق الكبير هو الذى يحقق العديد من البطولات المحلية ودائم المشاركة فى البطولات القارية .. وهو صاحب الشعبية الجارفة والتى تشكل وجدان شريحة كبيرة من فئات الشعب داخل الوطن وخارجه باعتبار ان كرة القدم أصبحت فى العالم كله تتحدث لغة واحدة .. لغة الساحرة المستديرة صوتا أو صمتا أو اشارة وتحكمها قوانين واحدة تطبق فى جميع أنحائه شمالا وجنوبا .. شرقا وغربا.
فى الماضى القريب .. كانت هناك قاعدة عرفية مطبقة فى كثير من الفرق الكبيرة خاصه باحتكار الحارس الكبير حراسة مرمى فريقه لسنوات.. تحت مسمى الحارس المخضرم والذى يمتلك خبرة كبيرة ويحمل رقما كبيرا لعدد المبارايات الذى شارك فيها مستندين الى مقولات مثل “الدهن فى العتاقى” وغيرها. تصيب احيانا اذا أحسن الحارس استخدام خبرته بمواقف تراكمية تساعده على الابعاد أو الالتقاط وتصحيح أخطاء زملاءه وتخطئ احيانا أخرى….. على المستوى المحلى نرى ان الحارس عبد الواحد السيد حارس نادى الزمالك ومحمد صبحى حارس الاسماعيلى ومصطفى كمال ونادر سعد واحمد فوزى ينطبق عليهم ماذكرناه سلفا ولكن قد نخص بالذكر الأول والثانى لأنهما حارسان كبيران لفريقين كبيرين الخطأ بالنسبة لهما يساوى بطولة فنجد ان كلاهما يخطئ كثيرا فى لحظات الحسم بأخطاء كبيرة ومتكررة ويتسببان فى خسارة الفريق لعدد من النقاط تكون السبب فى الخروج من المنافسة فى السنوات السابقة .. ليس ذلك فحسب بل السبب فى اختفاء كثير من المواهب الشابه والتى لم تأخذ فرصتها كاملة فى ظل وجودهما المفروض بحكم تقاليد وأعراف واهية واهمة يرددوها غير المتخصصين والمتعاطفين كابن النادى مثلا مستخدمين تقييمات لاتخضع للمقاييس العلمية والمنطقية …..
ومع التقدم الواضح فى أساليب التدريب الحديثة بوجه عام وفى حراسة المرمى على أوجه الخصوص بدأت تظهر مواهب صغيرة كونت العديد من الخبرات من خلال تدريبها والاهتمام بها ودقة انتقائها .. اؤكد ان هذه المواهب الشابة والتى تمتلك سمات فنية وبدنية جيدة تفوقت على عناصر الخبرة التى لم تحسن استغلال خبرتها فى تقليل أخطائها المتكررة والمؤثرة فى مواقف كثيرة ومتعددة قادرة على التألق والابداع ..
وعلى المستوى الدولى هناك ثيبو كورتوا الحارس البلجيكى (191سم) والذى يلعب لاتليتكو مدريد والمعار من تشيلسى الانجليزى منذ ثلاث مواسم لوجود الحارس الكبير فى آدائه وخبرته بيتر تشيك .. تألق ثيبو وأبدع وهو حارس لمنتخبات الناشئين..لذلك كانت اعارته حتمية. ودافيد خيا الحارس الأسبانى (193 سم) والذى يلعب لمانشستر يونايتد ونجم منتخب الشباب وأيضا مانويل نوير (193) الحارس الألمانى حارس بايرن ميونخ لمدة خمسة أعوام .. حراس بمواصفات بدنية خاصة تم ثقلها بكل جدية وفق معايير علمية حديثة .. حراس صغار السن يلعبون ويكتسبون المزيد من الخبرات ساهموا فى حصد بطولات محلية وقارية ووضع فرقهم فى المقدمة على أقل وأسوأ تقدير.
لقد حان الوقت لنرى حراسا شابة جدد فى الدورى المصرى للموسم الجديد وكان من الأجدى والأجدر مشاركتهم فى العامين الماضيين فى ظل عدم وجود ضغوط جماهيرية وماأكثرهم .. أحمد مسعود حارس التليفونات ومحمد عواد حارس الاسماعيلى ومسعد عوض حارس الأهلى وغيرهم قادرين على حراسة مرمى المنتخب الوطنى مع الحارس الكفء أحمد الشناوى فى ظل حراس قدامى اخطاؤهم اكثر من عدد مشاركاتهم.
الحارس يصبح كبيرا فى توقيتات المباراة التى يكون فيها فريقه صغيرا … واللآن ليس لدينا بوفون الايطالى ولا بيتر تشيك التشيكى.


جميع الحقوق محفوظة 2025 كووورة نيوز - اجمد موقع كروي فى الوطن العربي
المقالات والتعليقات المنشوره لا تعبر عن رأي كوووره نيوز ولكن تعبر عن رأي صاحبها