كتب : وليد الشيخ بشخصية البطل ، أطلق نواف العابد صاروخاً لا يصد سكن شباك عبدالله العنزي قبل انتهاء المباراة بثلاث دقائق ، ليمنح فريقه الهلال فوزاً فنياً ذو مغزى يُسعد به جماهيره .. وفي المقابل اكتفى فريق النصر بتقديم ” ملحمة الصمود ” بأداء هو الأفضل له في مباريات ديربي العاصمة السعودية الرياض الأخيرة .. دون أن يعالج بعض من أمراضه الكروية التي حرمته من منصات التتويج لسنوات. بهذا الفوز في لقاء اليوم الأحد ، يحتفظ الهلال بترتيبه الثالث في الجولة 23 لدوري زين للمحترفين برصيد 53 نقطة، فيما ظل النصر في المركز السابع برصيد 28 نقطة . عقب اللقاء اعلن الأمير الوليد بن بدر بن سعود المشرف العام على فريق كرة القدم بنادي النصر رحيله عن منصبه بالنادي عقب الخسارة التي تلقاها النصر من جاره الهلال اليوم 0/1.
وأصر الامير الويد بن بدر على تنفيذ ما سبق أعلنه من قبل ، بالرحيل إذا خسر الفريق في مبارياته المقبلة.
نجح لاعبو الفريقين في دخول المباراة بأعصاب هادئة ساهمت في الكشف المبكر عن استراتيجية التكتيكية لكل من الفريقين.. فعلى الجانب الهلالي كان هناك تعديل تكتيكي جوهري عندما اعتمد المدرب على اللاعب عبداللطيف الغنام ليكون محور الإرتكاز الوحيد في خط الوسط ، ودفع بثلاثي ( وسط ) يتمتع بقدرات هجومية ” سالم الدوسري ، محمد الشلهوب ، ويلهامسون ” بغرض مباغتة النصر بحصار هجومي يمكنه من تسجيل هدف السبق ، كما يلزم المنافس على التراجع للدفاع عن مرماه ، الأمر الذي يمنح الزعيم أفضلية في قيادة إيقاع اللعب . على الجانب الأخر اعتمد مدرب النصر ماتورانا على اسلوب أداء ” 1-4-2-3-1 ” هدفه إغلاق منطقة المناورة للهلال والتي يجيد الإختراق من عمقها ، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة عبر انطلاقات ريتشي وخالد الغامدي ناحية اليمين “من خلف مدافع الهلال الأيسر سلمان الفرج “، وعلى الجانب الأيسر اعتمد على إنطلاقات حاج بوقاش ، وفي العمق الهجومي رأس الحربة محمد السهلاوي.
في الوقت الذي بدا فيه الهلال أكثر ثباتاً وانتشاراً في الملعب بفضل تحركات صانع ألعابه محمد الشلهوب ، وحركة سالم الدوسري وويلي .. باغت المخضرم خالد عزيز لاعب المحور النصراوي الجميع بتمريرة طولية في الدقيقة التاسعة وضعت خالد الزيلعي منفرداً بالمرمى الهلالي وسدد فأخرجها الحارس خالد شراحيلي باقتدار إلى ركنية ، فتمكن بعدها النصر من فرض كلمته على ملعب الهلال لثمان دقائق . مع مرور الوقت، بدأ النصر يجني ثمار ضغطه على لاعبي الهلال من وسط الملعب لحرمانهم من تفعيل التشكيلات الهجومية ، وصناعة اللعب المؤثر ، لكن الفروق الفردية التي تميل نسبياً لمصلحة الزعيم، منحت الهلال مزيدا من الخطورة، وكاد يترجمها المهاجم الكوري الجنوبي بيونج سو بإحرازه هدف التقدم لولا أن الحارس النصراوي أبعد الكرة بيده من خارج منطقة الجزاء، إلا أن حكم اللقاء ومساعده لم يكونا هناك فلا احتساب لخطأ، ولا طرداً للحارس النصراوي ، والفائدة الوحيدة من هذا الخطأ التحكيمي كانت في إبقاء الوضع كما هو عليه لمزيد من المتعة للجماهير الكروية المتابعة لديربي الرياض . مع دخول الدقيقة 33 ، دخل ايقاع اللعب مراحله السريعة ، فعلى الجانب النصراوي سدد المهاجم محمد السهلاوي كرة قوية تصدى لها شراحيلي ، ليرد عليه بعد دقيقتين الحارس الهلالي بإنقاذ مرماه من انفراد حاج بوقاش، ويعيد بيونج محاولات التهديف الهلالية عندما أهدى سالم الدوسري تمريرة سحرية إرتبك الدوسري في استلامها وبدلاً من تسديد الكرة في المرمى النصراوي، تركها تتجه نحو خارج الملعب، لتتوالى الفرص الهلالية التي اختتمها المهاجم يوسف العربي عندما سدد الكرة العرضية التي مررها له سلطان البيشي، بنعومة في أحضان العنزي . قبل دقيقتين فقط من نهاية الشوط، كاد ريتشي أن يهدي النصر هدف التقدم عندما سدد كرة صاروخية من ركلة حرة مباشرة، أنقذها شراحيلي بصعوبة إنتهى بها الشوط بتعادل سلبي وأداء غني من الفريقين . مع مطلع الشوط الثاني، رفض الهلال منح الفرصة للنصر كي يمارس ضغطه من وسط الملعب، عندما نقل اللعب مباشرة في الثلث الأخير الهجومي له من خلال تمريرات الشلهوب تارة، وتغيير الملعب لويللي تارة أخرى، وكاد بيونج ترجمة ذلك لهدف عندما مرر له العربي كرة متقنة حولها برأسه إلى خارج القائم الأيسر للنصر .
قبل وصول المباراة لدقيقتها الستين ، دفع مدربا الفريقين بعناصر تميل للعمل الهجومي ، فعلى الجانب الهلالي شارك سعد الحارثي ثم نواف العابد ، وقام ماتورانا تنشيط وسط وهجوم النصر عندما دفع بالكوري بيوكيم وعبدالعزيز السعران . وكاد الزيلعي أن يسجل هدف المباراة عند الدقيقة 62 عندما سدد بشكل مباغت تصدى لها شراحيلي على مرتين ، ليرد عليه سريعاً سلمان الفرج بتمرير عرضية متقنة لويللي الذي هيأها للشلهوب فسدد الأخير بقوة في جسد قلب الدفاع النصراوي محمد عيد . من إحدى التمريرات المرتدة الخطرة ، مرر خالد عزيز ” لاعب الهلال السابق ” كرة طولية من خلف الفرج الهلالي ، إلى البديل عبدالعزيز السعران الذي انطلق بسرعة نحو منطقة الجزاء الهلالية ، وبدلاً من التمرير للزميل المساند له في الهجمة ” صاحب رؤية أفضل لمرمى الهلال ” اختار السعران التسديد في الزاوية الضيقة ليخرجها شراحيلي باقتدار عند الدقيقة 78 حارماً النصر من فرصة هي الأقرب للتهديف. مع خروج يوسف العربي وإشراك عيسى المحياني بدلاً منه ، زادت فاعلية الهلال في قلب الدفاع النصراوي، وبدأت جماهير الزعيم تتفاعل مع هذا التغيير الذي أضاف سرعات لهجوم فريقها ، فيما فشلت جماهير النصر في التوصل للحلول التي قد تمنح فريقها الفوز أو حتى تنجيه من الهزيمة . عند الدقيقة 86 لاحت في الأفق ملامح الكرة التي ستهز الشباك ، خاصة عندما ترجم النجم سعد الحارثي ” لاعب النصر السابق ” عرضية البيشي برأسية تصدى لها القائم الأيسر للنصر ، ليضغط مرة أخرى الهلال ويمرر ويللهامسون عرضية من الجبهة اليمنى ليخرجها المدافع خالد الغامدي على منطقة الجزاء لتجد اللاعب صاحب شخصية الإنتصار نواف العابد ليسدد بقوة تعكس شخصيته القوية ، لتسكن الكرة شباك النصر عند الدقيقة 87 ، وبها بدأ الإرهاق يحل على الجميع ، ففضل الهلال التواجد لأطول وقت ممكن في ملعب النصر مستهلكاً للوقت المتبقي ، حتى أطلق حكم اللقاء صافرته معلناً فوز الهلال بديربي العاصمة السعودية الرياض وتعويض جماهيره نفسياً من إخفاقاته في الدوري المحلي ، وخروجه من الدوري الأسيويي هذا الموسم .. فيما أكد النصر صحة وجهة نظر جماهيره التي قالت كلمتها من قبل اللقاء عندما فضلت عدم حضور المباراة وسجلت واحد من أضعف حضور لها في الديربي ، في رسالة مضمونها ” لن نرضى على الفريق قبل أن يكون قادراً على حماية شعار ناديها الذي تطلق عليه ” العالمي ” .