عاد كاكا ليكون كاكا. بعد عامين في “جحيم” كروي، يشعر البرازيلي الآن بأنه يحلق في السماء، بعروض جميلة وأهداف ومشاركة أساسية مع ريال مدريد، وأخيرا عودة إلى المنتخب البرازيلي.
هذا الوضع يختلف تماما عما كان قائما قبل أسابيع قليلة، في بداية موسم كثرت فيه الشائعات عن صفقة بيع لم تأت. الآن يبدو كاكا أكثر شبها منه في أي وقت مضى باللاعب الذي ضمه ريال مدريد عام 2009، ذلك النجم الأنيق الذي كان يحمل راية التألق في ميلان.
لم يكن قد سبق لجماهير ريال مدريد أن شاهدت كاكا ذاك، الذي يتألق اليوم مع فريق ملكي يبهر أيضا.
لقد تأكد هذا في الأسبوع الماضي، عندما فاز الفريق الملكي على ضيفه فياريال 3/ صفر الأربعاء بعد أن حسم الأمور في نصف الساعة. وأحرز كاكا الهدف الثاني للفريق، بعد تمريرة من الأرجنتيني أنخل دي ماريا ووضع الكرة بجوار القائم بعد تسديدة رائعة بيسراه.
تغيرت حياة البرازيلي في ريال مدريد في المقام الأول لسببين: أولهما هو جوزيه مورينيو مدربه البرتغالي الذي ظل موقنا بإمكانياته، وثانيهما هو كاكا نفسه الذي ظل واثقا بقدراته.
ليس ذلك فحسب، بل إن النادي صبر عليه كثيرا. فقد كان على فلورنتينو بيريز رئيس النادي طوال الوقت أن يواجه بفشل تلك الصفقة.
ولم تساعد الإصابات كاكا على تعزيز مسيرته في ريال مدريد. فلو كان قد لعب في موسمه الأول 33 مباراة، تراجع العدد في الثاني إلى 20 فقط، لم يحظ فيها تقريبا بأي دور حقيقي داخل الفريق، لكنه الآن يبدو في أفضل مستوياته البدنية والنفسية منذ وصوله إلى إسبانيا.
قبل ستة أشهر من الآن، في نيسان/أبريل، اعترف النجم البرازيلي لأحد البرامج “ليجا كونفيدنسيال”: “ليست فقط إصابة بدنية، بل ذهنية كذلك. لا تعرف ما قد يحدث. ولو كنت سأعود، كيف سأعود”.
كانت كلمات مؤلمة لرجل استقبله في آب/أغسطس 2009 نحو 50 ألف مشجع متحمس باستاد “سانتياجو برنابيو”، بعد تأكيد انتقاله من ميلان إلى ريال مدريد.
بعدها بأشهر قليلة، اضطر للابتعاد عن الفريق بسبب إصابة في أعلى الفخذ، ثم خضع بعد ذلك خضع لجراحة في الركبة اليسرى.
بيد أنه لم يستعد الآن إحساس اللعب أساسيا فحسب، بل بات أحد العلامات المميزة لفريق ملكي تحول إلى ماكينة لصناعة الأهداف. ومن الممكن وهو في سن التاسعة والعشرين أن تكون هذه فرصته الأخيرة من أجل استعادة ثقة جماهير الفريق الأسباني والتأكيد على صحة القيمة التي دفعها الفريق من أجله ووصلت إلى 65 مليون يورو (6ر88 مليون دولار).
وأوضح مؤخرا “شيئا فشيئا أظهر قدراتي. أؤكد لمرة أخرى أنني أرغب في تحقيق الانتصارات مع ريال مدريد”.
وسيعود في الشهر المقبل إلى المنتخب البرازيلي، الذي لم يكن قد لعب له منذ الخروج على يد هولندا من دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا العام الماضي.
فقد ضمه المدير الفني مانو مينيزيس أول أمس على نحو مفاجئ إلى قائمة ضمت 23 لاعبا لخوض مباراتين وديتين أمام الجابون ومصر يومي العاشر و14 من الشهر المقبل.
وفي رسالة نشرها على موقع “تويتر” ، أعرب كاكا عن “سعادته الغامرة” لاستدعائه إلى المنتخب من جديد: “بعد فترة طويلة من الابتعاد ، حماستي للعودة كبيرة للغاية”.
وأكد المدرب البرازيلي أن قراره باستدعاء كاكا للمرة الأولى منذ توليه منصبه في آب/أغسطس من العام الماضي، لا يجب أن يثير الدهشة.
وأكد مينيزيس “قلت دائما إن كاكا سيعود إلى المنتخب عندما يستعيد الأداء العالي، مثلما يحدث الآن مع ريال مدريد”، متمنيا أن يتحول اللاعب إلى “مثال” لزملائه الأصغر عمرا في منتخب السامبا.
تغيرت حياة كاكا. فإذا كان اسمه قد ظهر قبل شهرين في قائمة البيع لريال مدريد، يبدو الآن أنه قد استعاد مكانته كنجم وهو ما ظهر في عودته إلى المنتخب. فهكذا هي كرة القدم، تتحرك بأقصى سرعة داخل الملعب وخارجه.