كتب : امل حسن
نجح ليونيل ميسي ” العقرب ” في لدغ أوساسونا مرتين فنجى ببرشلونة من ملعب الجحيم محققاً فوزاً صعباً في اللقاء الذي أقيم اليوم على استاد رينو دي نافارا ضمن المرحلة الثانية للدوري الممتاز الأسباني ” الليجا “.
تقدم أوساسونيا بفضل فرض أجواء الضغط والايقاع السريع من خلال هدف جوسيبي لورينتي في الدقيقة 17 ، وتعادل ليونيل ميسي لبرشلونة في الدقيقة 76 ، قبل أن يطرد حكم اللقاء سيزار موينزي لقلب دفاع أساسونا باتشي بونيال ، لينقض ميسي ويحرز الهدف الثاني في الدقيقة 80 .
شهد اللقاء عدد قياسي في البطاقات الصفراء حيث حصل لاعبو فريق أوساسونا على 9 إنذارات ( سي سي ، ألخاندرو أريباز ، داميا ، لوي ، فلانيو ، ألفارو، فرانسيسكو بونال ” حمراء ” ، رولاند لاما ، مانويل لولو )، ومن برشلونة حصل بوسكيتس وبيكيه وبويول على 3 بطاقات صفراء .
بداية ليست بالغريبة على جماهير الليجا لما تخيم عليه مباريات ملعب رينو دي نافارا ” الشهير بملعب الجحيم للمنافسين ” ، معقل فريق أوساسونا الذي فرض السيطرة المعنوية المبكرة على برشلونة من خلال تطبيق الضغط السريع على اللاعبي من منتصف ملعب برشلونة، حتى أن المهاجم جوسيبا لورينتي كاد أن يمنح التقدم لفريقه بعد مرور 40 ثانية فقط من تسديدة انفرادية لولا تدخل الحارس فيكتور فالديز الذي أنقذ مرمى برشلونة من هدف أكيد إسترد به الفرصة ثقة جماهير البارسا التي غضبت منه عندما أهدى الغريم ريال مدريد في ذهاب الكلاسيكو الخميس الماضي هدف من خطأ استغله ديماريا ليقلص الفارق 3-2 .
الخمسة دقائق الأولى للمباراة كانت هي الأصعب على دفاع برشلونة منذ انطلاقة الليجا الذي دخل محطته الثانية ، بسبب الضغط الرهيب الذي نفذه أوساسونا فحرم برشلونة من تطبيق اسلوبه الذي يعتمد على السيطرة والاستحواذ على الكرة والتسلسل بها في اتجاه مرمى المنافس من خلال تمريرات متنوعة قصيرة .
وبالرغم من محاولة برشلونة دخول الأجواء الهجومية للمباراة من خلال تحرر أنيستا لاستلام الكرة والقيام بعملية البناء الهجومي ، وانطلق من الجبهة اليمنى الاستراتيجية للبارسا داني ألفيش وألكسيس سانشيز، وفتح اللاعب القديم الحديث كريستيان تيلو جبهة فعالة ناحية اليسار، وبدأ ميسي الهروب من الرقابة والمناورة الحركية من الخلف الهجومي .. إلا أن هذا النشاط لم يمنع أوساسونا من الاستمرار في عملية إفشال الاسلوب البرشلوني مع شن الهجمات السريعة مستغلاً لبطء ثنائي قلب دفاع البارسا كارلوس بويول و جيرارد بيكيه .
بعد 17 دقيقة ، تحصل فريق أوساسونا على المكافأة نظير عرضه القوي واجبار برشلونة على اللعب باسلوب وايقاع اسرع مما يناسب فلسفته الكروية ، عندما مرر رولاند لاما الذي فتح جبهة هجومية من خلف المدافع ألفيش ، كرة عرضية نموزجية وجهها لوسيبا لورينتي في سقف شبكة مرمى فالديز محرزاً هدف التقدم لأوساسونيا .
انتفض ميسي وحاول العودة بنتيجة اللقاء إلى نقطة البداية باحراز هدف التعادل عندما انطلق بالكرة بعد دقيقة واحة من هدف أوساسونيا ، ليراوغ قلبي الدفاع ويمرر لأنيستا المنطلق من الخلف لينفرد ويسدد في يد الحارس فرناندو مورينو .
الانتعاشة الهجومية للبارسا ، أجبرت فريق أوساسونيا على التخلي عن اسلوب الضغط المتقدم وتنفيذ اسلوب دفاع المنطقة لتضييق المساحات أمام حركة نجوم برشلونة ، إلا أن الفروق الفردية المهارية لأنيستا وميسي وألكساندر سانشيز ، كادت في مرتين أن تمنح برشلونة هدف التعادل ، الأولى عندما أهدى سانشيز كرة عرضية لأنيستا سددها فوق العارضة بغرابة عند الدقيقو 25 ، والثانية من تمريرة ميسي وسددها بيت أقدام الحارس .. ولم يكن ميسي بخارج دائرة فقدان التركيز التي بدى عليها فريق البارسا ، عندما انفرد في الدقيقة 36 بالحارس من تمريرة أنيستا السحرية ، ويراوغه ثم يسدد في اقدام المدافع ليهدر هدف التعادل ، بعد أن كان بيكيه تكفل بحرمان أوساسونيا من هدف التعزيز عندما قاتل أمام تسديدتي المهاجم لورينتي ومنعهما من ولوج مرمى فالديز، لينتهى الشوط الأول بتقدم أوساسونا بهدف لورينتي .
لم يختلف أداء الفريقين مع انطلاق الشوط الثاني بفضل نجاح خط دفاع أوساسونا ” ميحل فلانيو واليخاندرو اريباس وداميا أبيا ، وخط وسطه ” باتشي بونيال وراؤول لوي وإفرو وسي سي ورولاند لاما ” ، وقدرة الثنائي الهجومي لورينتي ( نينو )وفرانسيسكو مارتينيز في شن الهجمات السريعة من خلف الثنائي البطيء بيكيه وبويول ، واستغلال تقدم داني ألفيش ناحية اليمين .
في الوقت الذي تتجه فيه المباراة نحو ما يخطط له أوساسونا بفرض الايقاع السريع ” الهائج ” على أمل الوصول إلى مبتغاه ، تكفل القائم الأيسر لحارس البارسا فالديز معالمهاجم البديل نينو من حرمان أوساسونا فرصة تحقيق هدف التعزيز عندما انفرد الأخير بالحارس وسدد الكرة في القائم إلى خارج الملعب .
على طريقة الكبار، إن لم تستغل تراجعهم الكروي سيعودون للهيمنة ورد الاعتبار ، بهذا المنطق أعاد ميسي فريقه للمباراة عندما مرر له الجناح الهجومي الأيمن سانشيز كرة سهلة أودعها العقرب ” لقب ميسي ” المرمى كهدف التعادل لبرشلونة في الدقيقة 76 من عمر اللقاء.
التركيز الذي استمده أوساسونا من تقدمه بهدف، سريعا ما افتقده لاعبوه بعد تعادل ميسي ، فدفع الفريق ثمنه الأول بطرد قلب الدفاع باتشي بونيال في الدقيقة 79 ، ليكمل الفريق اللقاء بعشرة لاعبين ، ما منح برشلونة فرصة تنفيذ عملية الاستحواذ والانتشار الهجومي ، كما حرر طرد أباتشي النجم الأرجنتيني من الرقابة فتحرك بعرض منطقة جزاء أوساسونيا محدثاً التفكك الدفاعي للفريق ، وسريعاً عند الدقيقة 80 استغل العقرب عرضية ألبا النموزجية من الناحية اليسرى ، تمركز لها ميسي بعد خداع الدفاع الأوساسوني وسدد كرة لولبية سكنت شباك الحارس فرنانديز كهدف ثاني والتقدم لبرشلونة .
مرت دقائق اللقاء المتبقية دون جديد سوى محاولة إثبات الثلاثي البديل تشافي وفيا وبيدرو أنهم العصب الأساسي للفريق البرشلوني القادر على استرداد هيبته حتى لو كان على ملعب الجحيم الأوساسوني ، فساهموا في قلب النتيجة من تأخر بهدف إلى فوز بهدفين لهدف حققوا به النقطة السادسة للفريق من أول مباراتين له في الليجا .
كتب : عصض